لصمغ العربي: إنقاذ ما يمكن إنقاذه
في أول اجتماع لمجلس الصمغ العربي - مجلس سلعي يتبع لأمانة النهضة الزراعية -أوضح رئيس المجلس د.كامل شوقي تدني إنتاج السودان من80% إلى 40% من الإنتاج العالمي، وتدهور الصادرات الزراعية0أصبح قاعدة لم يشذ عنها الصمغ العربي، فشجرة الكاسي التي تعرف (بجناحين الأجداد) في غرب السودان كانت مساهمتها عالية في الدخل القومي وحتى وقت قريب كان محصولها من السلع الإستراتجية،
ومحصول الصمغ يدخل في منتجات الكوكولا والبيبسي وفى عدد من المنتجات ومستحضرات التجميل وللدلالة علي أهمية محصول الصمغ حصوله على الاستثناء مرتين من الحظر الامريكى علي السلع السودانية0الأول أثناء إدارة كلينتون97 رغم ما أشيع حينها عن صلة أسامة بن لادن بتجارة الصمغ والثانية عندما أصدرت إدارة بوش قرارا بتشديد العقوبات علي السودان علي خلفية الصراع في دارفور استثنى القرار استيراد الصمغ من السودان، وتعتبر الشركات الأمريكية أكبر مشتري للصمغ السوداني تبلغ حصتها ربع ما يبيعه في الأسواق العالمية وذكرد.عبد العظيم ميرغني مدير عام الغابات} للأخبار {أن الرقم صحيح من ناحية وخطأ من ناحية أخرى لان الإنتاج لم يتراجع كثيرا الى هذه الدرجة وشجر الاكاسايا مازال ينتج0 إلا ان السياسات التسويقية الغير مستقرة كانت وراء تدني الإنتاج بعد ان ساهمت في تدني حصة السودان فى الإنتاج العالمي.وأضاف أن تهريب المنتج عبر الحدود كان له تأثيرا سلبيا على مساهمة السودان في الإنتاج العالمي، مشيرا الى أن شركة الصمغ العربي مسئولة عن الصمغ الخام، وتشير الإحصائيات الأخيرة الى تدني الإنتاج الى 15 إلف طن في الموسم السابق بينما بلغت 40 إلف طنا في الأعوام السابقة إلا أن المدير العام لشركة وادي كوك عوض الله الصافي نواي وهي شركة يساهم فيها عدد من المنتجين كان له رأي آخر معتبرا ان أساس المشكلة في تدني الأسعار الداخلية للقنطار التي بلغت 100 جنيها في حين كانت تتجاوز 400جنيها في المواسم السابقة وقال الصافي (حتى هذا السعر المتدني لا يدفعه المشترون بالكاش إنما بأجل طويل) مما أدى لعزوف المنتجين عن الصمغ كما أشار الى أن الحرائق التي نشبت مؤخرا في أعالي النيل وجنوب كردفان ودارفور أثرت علي مساحة غابات الصمغ ويشكك عوض الله في تأثير تهريب المنتج عبر الحدود علي حصة السودان، مشيرا الى ان المشكلة في استثناء بعض الجهات الرسمية لبيع الصمغ في الخارج دون علم الشركة. وانتقد عوض الله عدم اهتمام النهضة الزراعية بمحصول الصمغ، مشيرا الى ان البنوك تمول المحاصيل الزراعية باستثناء الصمغ في حين أن دخله اعلي من غيره من المحاصيل ، وتحتكر شركة الصمغ العربي تصديره للأسواق العالمية وهي شركة مساهمة تملك الحكومة 30% من أسهمها ولا يمكن أن تبيع بالخسارة علي حد تعبير احد مساهميها وذكر الشيخ علي العوض نائب الأمين العام لاتحاد منتجي الصمغ بمحلية أبوجيهة أن الشركة لا تهتم بالمنتجين ولا تطوير المنتج، مشيرا إلى عدم تلقيهم دعما منذ فترة طويلة وان سياسات تسويق الصمغ كانت وراء تدني الأسعار، منبها الى ان حزام الصمغ يحتاج لاهتمام من الدولة لأنه تأثر بالقطع الجائر للغطاء النباتي الذي يؤثر على شجر الهشان وقال كريس برلين الأمريكي الجنسية ونائب رئيس إحدى الشركات العاملة في مجال الصمغ 0 لمصدر صحفي0 أن سياسات التسويق وقوي السوق كانت وراء ما حدث وأن شركته حولت جزءا من نشاطها التجاري لبعض التجار في السودان وبدأت كل من تشاد ونيجيريا وأوغندا في زيادة إنتاجها من الصمغ ،إلا ان الصمغ السوداني مازال المفضل في الأسواق العالمية، وجاء احتكار الشركة للصمغ من باب أنها سلعة إستراتجية ولكن بعد أن قضت سياسات الدولة تفكيك مثيلاتها شركتي الأقطان والحبوب الزيتية تواجه الآن نفس الظروف إضافة إلي تحولات إدارية وتغيرات داخلية يجزم البعض بانعكاسها علي الإنتاج المحلي وفي الأسواق العالمية